JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

"كائن الشر" يثير الغضب في حفل ختام أولمبياد باريس

 

أثار حفل ختام الألعاب الأولمبية في باريس موجة من الجدل الواسع الذي استمر بعد حفل الافتتاح الذي تعرض هو الآخر لانتقادات شديدة بسبب بعض العروض التي وصفت بأنها "غير لائقة" ومثيرة للجدل. ولم يقتصر الأمر على حفل الافتتاح، بل امتد ليشمل حفل الختام الذي أقيم مساء الأحد في استاد سان دونيه الشهير بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث واجه الحفل انتقادات واسعة من الجماهير والنقاد على حد سواء.

الحفل الذي كان من المفترض أن يكون تتويجًا لأسابيع من المنافسات الرياضية العالمية، شهد عروضًا فنية أثارت استياء البعض بسبب طبيعتها الغريبة والمثيرة للدهشة. ففي حين كان المتوقع أن يركز الحفل على الروح الرياضية والاحتفاء بالإنجازات الرياضية التي حققها الرياضيون من مختلف دول العالم، اختارت اللجنة المنظمة استخدام رموز وعروض فنية اعتبرها الكثيرون بعيدة كل البعد عن الرياضة وأهدافها النبيلة.

من بين أكثر اللحظات التي أثارت الجدل كان ظهور "كائن غريب" مغطى بالأشواك والذهب. هذا الكائن، الذي ظهر بشكل مفاجئ وسط الاحتفالات، أثار موجة من التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه البعض بأنه يجسد "الشر" بينما اعتبر آخرون أن مظهره لم يكن مريحًا على الإطلاق، خصوصًا في مناسبة من المفترض أن تكون مبهجة وتحتفي بالإنجازات الرياضية.

وجاءت ردود الفعل السلبية تجاه هذا العرض الفني غير المتوقع لتفتح باب التساؤلات حول الغاية من وراء هذا النوع من العروض في حدث عالمي مثل الألعاب الأولمبية، حيث يعتبر الكثيرون أن مثل هذه المناسبات يجب أن تركز على القيم الرياضية وروح الوحدة والتآخي بين الشعوب، وليس على العروض الفنية المثيرة للجدل.

ومع تصاعد حدة الانتقادات، سارعت اللجنة المنظمة إلى تقديم تفسير لهذا "الكائن الذهبي" الغريب. وبحسب ما نقله موقع "إن بي سي"، فإن الشخصية التي ظهرت في الحفل مستوحاة من عدة مراجع تاريخية وتراثية من الثقافة الفرنسية. وأوضح الموقع أن هذه الشخصية تستند إلى تمثال برونزي مذهّب صُنع في عام 1836، يمثل شخصية "الحرية"، وهو التمثال الذي يعلو عمود يوليو الذي يتوسط ساحة الباستيل في باريس.

يُعد هذا التمثال أحد الرموز التاريخية الهامة في فرنسا، ويرمز إلى الحرية والعدالة، حيث يجسد الروح الثورية التي اشتهرت بها فرنسا على مر العصور. وتُعتبر ساحة الباستيل من المواقع التاريخية الهامة التي شهدت العديد من الأحداث المفصلية في تاريخ البلاد، بما في ذلك الثورة الفرنسية. لذلك، كان اختيار هذا التمثال كمصدر إلهام في الحفل يحمل دلالات رمزية عميقة تستند إلى تاريخ فرنسا الثوري وقيمها التي طالما دافعت عنها.

إلى جانب هذا التفسير التاريخي، أضاف المديرون الفنيون للحفل أن هناك مصدر إلهام آخر للشخصية، وهو "كبسولة الرحالة الذهبي"، وهي كبسولة فضائية تم إطلاقها إلى الفضاء في عام 1977 بواسطة المركبة الفضائية الأميركية "فويجر". وقد تضمنت هذه الكبسولة، التي تحمل اسم "السجل الذهبي"، رسالة زمنية من الحضارة الإنسانية موجهة إلى الكائنات الفضائية التي قد تصادفها.

هذه الرسالة تضمنت تحيات من الإنسانية ورسائل تعبر عن التنوع الثقافي والفني الذي يتمتع به كوكب الأرض. وما يجعل هذا السجل الذهبي ذا أهمية خاصة هو أنه تم صنعه في فرنسا، مما يضفي بعدًا إضافيًا على اختياره كرمز في حفل الختام.

في النهاية، يبدو أن اللجنة المنظمة سعت من خلال هذه العروض الفنية إلى الجمع بين التاريخ الفرنسي العريق والابتكار الحديث في رسالة رمزية تعبر عن القيم التي تسعى فرنسا إلى نشرها على الساحة العالمية. ورغم أن هذه العروض لم تلقَ استحسان الجميع، إلا أنها بلا شك أثارت النقاش حول دور الفن والتراث في مثل هذه المناسبات العالمية وكيفية التوفيق بين الأصالة والحداثة في آن واحد.

NameE-MailNachricht